١٦مايو- ٢٠١٠
تعقدها هيئة التعاون الدولي الياباني (جايكا)
يقوم فريق الخبراء الياباني المبعوث من قبل هيئة التعاون الدولي الياباني (جايكا) لمشروع مركز حفظ وترميم الآثار التابع للمتحف المصري الكبير ( (GEM-CC بتنظيم ورشة عمل حول الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات تستمر لأربعة أيام متتالية ابتداءً من السادس عشر من مايو الحالي وحتى التاسع عشر من نفس الشهر.
تهدف الورشة التي تستمر لأربعة أيام إلى تنمية المهارات وإتاحة فرصة للمعرفة؛ أولاً فيما يخص منع الهجوم الحشري على المخازن والمناطق الأخرى، وثانيًا للتعامل مع انتشار الفطريات وهجوم الحشرات في حال حدوثه. يحضر الورشة اثنى عشر من مرممي الآثار المصريين المسئولين عن الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات بمركز الحفظ والترميم التابع للمتحف المصري الكبير حيث يتلقوا محاضرات نظرية وعملية مكثفة من الخبراء اليابانيين المتخصصين في مجال الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات.
عند التطرق إلى تخزين المقتنيات ذات القيمة الثقافية، نجد أن حمايتها من الأضرار التي تسببها الفطريات والحشرات هو أمر في غاية الأهمية. ويحدث هذا النوع من الضرر في البلاد التي تتميز بدرجات الحرارة العالية خاصة في فصل الصيف كاليابان والتي واصلت جهودها للتحكم في هذا الأمر منذ فترة بعيدة.
خلال النصف الأخير من القرن الماضي استخدمت اليابان “بروميد الميثيل (CH3Br)” من أجل التعقيم في حالة انتشار الفطريات والحشرات. ولكن تم منع استخدام الغاز في التعقيم منذ عام ٢٠٠٥ في عدد كبير من الدول كاليابان وأمريكا وبعض الدول الأوروبية حيث أنه يعد أحد أسباب تآكل طبقة الأوزون. بالإضافة إلى حظر استخدام بعض المواد الكيماوية الأخرى لاحتمال تأثيرها الضار على الصحة. وبالتالي تغيرت المعايير الأساسية العالمية الخاصة بالوقاية من الفطريات والحشرات ليتم تضمينها تحت عنوان “الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات” كاتجاه نحو الوقاية بدلاً من البحث عن حل.
يعتبر عدد مرات حدوث الهجوم الحشري في مصر أقل حيث يعد المناخ في مصر جاف مقارنة بالمناخ المعتدل في اليابان. لكن مصر تمتلك أنواعًا مختلفة من القطع الأثرية الحساسة التي لا تتحمل الهجوم الحشري، مثل المقتنيات الخشبية وورق البردي والمنسوجات. وبالتالي فقد تتعرض للضرر أثناء وجودها في جو رطب بعد التنقيب عنها مباشرة أو عند حفظها في وضع تكثيف داخل مبنى. وقد حدث بالفعل أن بعض المقتنيات ذات القيمة الثقافية في مصر أصابها ضرر نتيجة لهجوم حشري و/أو الفطريات.
تعد هذه الورشة جزءً من مشروع التعاون الفني الخاص بهيئة التعاون الدولي الياباني (جايكا) بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية والمعروف باسم مشروع مركز حفظ وترميم الآثار التابع للمتحف المصري الكبير. وقد واصلت اليابان دعمها لتنمية قدرات العاملين بحفظ الآثار وترميمها خلال العامين الماضيين. بالإضافة إلى الدعم المادي بقرض يبلغ ٣٥ بليون ين لإنشاء المتحف المصري الكبير. وحتى الآن قامت (جايكا) بإدارة العديد من ورش العمل في مصر الخاصة بالحفظ والترميم لمختلف المواد مثل الورق والنسيج والمعدن، وقد ذهب العديد من مرممي الآثار المصريين إلى اليابان لتلقي التدريب هناك.